-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

سؤال: كيف أمتنع عن التدخين؟نصائح للامتناع عن التدخين.. لازم تقراها ..؟

سؤال: كيف أمتنع عن التدخين؟نصائح للامتناع عن التدخين.. لازم تقراها ..؟

الإجابة:

* كيف بدأ وباء التدخين؟

يرجع اكتشاف التدخين إلى اكتشاف أمريكا عام 1492 م عندما لاحظ كولومبوس Christopher Columbus (1451-1506) وجماعته أن سكان قواتشان (التي سُميت فيما بعد سان سلفادور San Salvador) كانوا يحرقون نوعًا من النباتات ثم يجتمعون حوله ويأخذون في استنشاق دخانه بشغف ومتعة، وهي الأوراق التي عُرِفَت فيما بعد بـ"التبغ" Tobacco..


* التدخين يقتل الحرية:

فالتدخين يقتل حريتي الشخصية، عندما يتحول الإنسان الذي فيَّ؛ والمخلوق على صورة الله ومثاله، إلى عبد لمزاج أو كيف أو لمجرد عادة سيئة.  تجعله لا يفكر إلا تحت مظلة فعل السجائر، ولا يعمل إلا إذا ابتلع سموم عددها ما يقرب من أربعة آلاف تنتج من حريق الدخان..!

وإذا كان الإنسان حر في أن يقتل نفسه إذا نسى الله ومخافته، فالتدخين هو اعتداء على حرية الآخرين ممن لا يدخنون.  فالدخان المنبعث من سيجارة ينتشر في المحيطين بالمدخن وينشأ من ذلك امتصاص غير المدخن 10% من كمية الدخان المنبعث من السيجارة!  فإذا كان المدخن المسكين قد قبل أن يقتل نفسه بالتدريج، فكم تكون مسئوليته عن الذين بسبب دخان سيجارته يُقتَلون ببطء؟!  إن الحرية تقابلها المسئولية..  فأين المسئولية هنا مع من يكره نفسه حتى يقتلها، وبالتالي يكره الآخرين ممن يدّعي محبتهم وهم محيطين به؟!  لكي لا تظن أني أبالغ التعبير، فإني أستأذنك إلى نقطة تالية:


* التدخين يقتل الجسد ببطء!


صورة في موقع الأنبا تكلا: سيجارة، السيجارة، السجائر

والجسد ليس ملك للإنسان بل لله الذي أعطى كل بشر جسده.

1- فالتدخين صار المتهم الأول في مرض السرطان، مرض العصر..  فقد ثبت طبيًا أن التدخين يتسبب في الإصابة بسرطان الحنجرة، وما يتبع ذك من تلف للأحبال الصوتية وتغير البصمة الصوتية للإنسان.  كذلك يتسبب التدخين في الإصابة بسرطان الأنف والجيوب الأنفية، وسرطان البلعوم، وسرطان الرئة، وسرطان المعدة..



2- وللتدخين دور أساسي مع العادات الغذائية السيئة في إصابة الإنسان بتصلب الشرايين التاجية:

فقد ثبت طبيًا أن الذين يدخنون عشرين سيجاره فأكثر يوميًا معرضون للإصابة بجلطة القلب ثلاثة أضعاف غير المدخنين.  كذلك تزيد نسبة الوفيات بسبب جلطة القلب في المدخنين بنسبة 70% عنها في غير المدخنين.

فالسيجارة تحتوي على 20 ملليجرام نيكوتين يمتص جسم المدخن منها 2 مللي جرام.  والنيكوتين يساعد على إفراز الأدرينالين والنورادرينالين اللذان يزيدان من سرعة دقات القلب، وكذلك يزيدان من تقلص الشرايين بصفة عامة، وشرايين الأطراف بصفة خاصة، كما يسببان زيادة ضغط الدم وزيادة الجهد الذي يبذله القلب..



3- وللتدخين أثر سيء على المخ البشري الذي في استطاعته تجميع وتخليق وحفظ المعلومات الفعالة بل وخلق أفكار جديدة.  ويلزم لذلك أن يكون للمخ البشري إمداد كافي من الدم الذي يمتص منه الأوكسجين اللازم لعمل المخ بصورة طبيعية.  وقد ثبت أن أول أكسيد الكربون المنبعث من تدخين 20 سيجارة (علبة) خلال 7 ساعات يؤدي إلى تسمم الدم بكمية تتراوح بين 5-10% منه، مما يؤدي إلى تقليل حصول الأنسجة وخلايا الجسم من الاوكسوجين، ويؤدي بالتالي إلى زيادة سرعة النبض والشعور بالإجهاد وعدم القدرة على بذل المجهود والصداع والدوار.


* تأثير التدخين على جسد المرأة:

بالإضافة إلى ما سبق، فتصاعد أبخرة التدخين تضف الشعر، وتغير لونه (لاسيما الشعر الفاتح)..  كما يصيب عيني المرأة بالاحمرار وتتفتح الجفون وتنتشر التجاعيد المبكرة على الوجه وحول منطقة العينين..  ويصيب أسنان المرأة بضعف القدرة على الصمود، كما يؤدي إلى اصفرار لونها، وظهور بقع سوداء عليها..  ونفس الحال في اصفرار الأصابع نتيجة للتعرض للأدخنة الناتجة عن احتراق أوراق السجائر مع التبغ.

كذلك فإن التدخين يصيب بشرة المرأة بالجفاف نتيجة امتصاص أبخرة الدخان بواسطة مسام البشرة.  وقد ثبت طبيًا أن الإصابة بسرطان الرئة بين النساء المدخنات أكر من الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30%.

كما ثبت علميًا أن خصوبة المرأة تقل 25% في المرأة المدخنة عنها في المرأة غير المُدَخِّنة.  وأن 5% من حالات العقم لدى المرأة المدخنة يكون بسبب التدخين.


* تأثير التدخين على الأطفال:

فالجنين أولًا يتأثر بتدخين الأب والأم.  كما ثبت أن تدخين الزوج حتى لو كانت زوجته غير مدخنة يكون له تأثير على الجهاز التنفسي للأطفال المولودين، نتيجة لتسرب الدخان المستنشق بواسطة الزوجة غير المدخنة إلى الدم الذي يتغذى عليه الجنين خلال المشيمة.

أما من جهة الأم فقد صار مؤكدًا أن تدخين الأم الحامل يضر بالجنين، فقد ثبت أن أطفال المرأة المُدَخِّنة يولدون أقل وزنًا من أطفال غير المُدَخِّنة بحوالي 200جم في المتوسط.  وهناك أبحاث تشير إلى احتمال زيادة نسبة الإصابة بالعيوب والتشوهات الخليقة في الأطفال الذين يولدون لأمهات مدخنات بنسبة 4 أضعاف لغير المدخنات..

أما من جهة غذاء الأطفال، فإن التدخين يؤثر على لبن الأم، مما يؤدي إلى نقص كميته ويغير في تركيبه.


* يزيد من خطورة التدخين على الجسد عادة شرب الشاي والقهوة:

فالمدخنون عادة لا يكتفون بالتدخين إنما يضيفون إليه عادة شرب الشاي والقهوة.  ويدعون وهمًا أن السيجارة مع فنجان قهوة أو شاي يزيدان النشاط في الحال ويحفزان على المزيد من العمل والجهد وعلى التركيز في قيادة السيارة أو المذاكرة عند الطلبة دون الشعور بالتعب أو النعاس!!

هؤلاء لا يدرون أن السبب يرجع إلى وجود مادة الكافيين التي تعمل على زيادة في الطاقة وفي التنفس وإلى ارتفاع ضغط الدم وإلى سرعة إدرار البول، كما أن الأفعال الانعكاسية تصبح أكثر نشاطًا وقوة.

والكافيين شأنه شأن العقاقير الأخرى أن يولِّد بعض الطاقة المخزونة في الدم ويحولها إلى وقود فوري لتلبية حاجات الجسم.  وهذه العملية تشبه إلى حد كبير عملية الشراء بالدين أو السلف!  حقًا سوف يحصل الإنسان على نشاط إضافي في الحال، ولكن الواقع سوف يدفع الفواتير فيما بعد عندما تكون قد استنفذت جميع طاقاته.  وموعد دفع الحساب يأتي بعد مرور حوالي ثلاث ساعات على تناولهما على شكل تعب غير متوقع وشعور متزايد بالإرهاق، هو بمثابة الفائدة التي يدفعها الإنسان على مبالغ دينه.  يُضاف إلى ذلك التأثيرات الأخرى التي يتركها تناول الشاي أو القهوة مع سيجارة في جسم الإنسان من سلب النوم من الجفون وزيادة رعشة اليد وارتجافها مما يعيق أصحابها عن تأدية بعض الأعمال التي تتطلب مهارة يدوية.

ويزداد أثر هذه العادة خطورة إذا حدث تناولهم عقب الأكل مباشرة، إذ أن أملاح الإكسالات الموجودة في الشاي والقهوة تعمل على تقليل امتصاص الحديد اللازم لتكوين هيموجلوبين الدم، وبالتالي ترتفع نسبة الإصابة بالأنيميا بين المدخنين من مُحتسي الشاي والقهوة بعد الأكل مباشرة، لاسيما في الريف أو مع عدم وجود تغذية صحيحة!


* كما تزداد خطورة التدخين إذا بدأ المدخن ذلك في سن مبكرة:

إذ أن أنسجة الجسد في السن المبكرة تكون أكثر قابلية للهدم السريع وللإصابة السريعة، إذ أن أجهزة المناعة في الجسم الصغير تكون غير مكتملة النضج، وبالتالي القدرة على مواجهة غزو سموم التدخين للدم.

ومن الإحصائيات الطريفة أن السيجارة الواحدة تقلل من حياة الإنسان 6 دقائق بما تقوم به من تدمير لخلايا الرئة.  وهذا ما يتحدث عنه الكتاب المقدس بقوله: "لا تكن شريرًا كثيرًا ولا تكن جاهلًا.  لماذا تموت في غير وقتك؟!" (سفر الجامعة 17:7).  فهذا انتحار إرادي لا يرغم عليه أحد إلا العادة البطالة!

وهذا القتل البطيء للجسد يتعارض مع الوصية الصريحة "لا تقتل" (الخروج 13:20).  والقاتل مثل المنتحر، كليهما تمردًا على الله خالق الحياة ومانحها، وليس سلطان أحدهما أن يقتل نفسه أو يقتل آخرين.  مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.

هذا عن القتل:  قتل الحرية وقتل الجسد..  يتبقى بعد ذلك ضياع الأموال التي تُنفَق على هذه اللذة الفاسدة، والتي وإن كانت متوفرة لدى المدخن، فالأجدر أن توجه فائض أمواله إلى بطون الأرامل والأيتام والجياع الذين يتزايد أعدادهم سنويًا.  هذا هو موضوع العنصر التالي في هذا الحديث...


* التدخين فاقد اقتصادي إرادي:

أولًا: في المال:

فعلى المستوى الفردي: يستقطع المدخن من عرقه وقوت أولاده، ورزق رزقه الله به ليعمل الخير..  فإذ به يبدده بالحريق بواسطة النار، ثم  يتلف بواسطته جسده وأجساد غيره، ثم ينفق بعد ذلك على أدوية لعلاج الأمراض الناشئة عن التدخين..!!  أليس هذا يشكل افتراءً على نعمة الله وتبديد لثروة صحية ومالية؟!

من أكثر من عشرون عامًا (عام 1982) قيل أن متوسط الإنفاق الشهري على التدخين في مصر يبلغ 78 جنيهًا في المدن و61 في الريف والبنادر!!  قارن هذا مع متوسط الدخل الشهري للفرد في ذلك الوقت لتعرف مدى الجريمة التي يقدم عليها المدخن في حق نفسه أولًا..  لك أن تقوم بعملية بسيطة لتعرف ماذا وصلنا إليه عام 2006!!

وعلى المستوى الأسري: فإن حوالي 7% من دخل الأسرة المصرية يُستنفَذ في استهلاك التبغ.  ويذكر الأب يوسف أسعد أحد المواقف الذي حدث معه عدما شاهد طفلة تجري في الشوارع في منتصف أحد الليالي الشتوية الممطرة، فأخبرته أنه والدها أمرها بأن تنزل تشتري له سجائر، فذهبت مطيعة حتى لا يستشيط والدها غضبًا، ويصب جام عصبيته عليها وعلى أمها!  أنظر يا أخي ما يمثله ذلك من فاقد في الأبوة بالإضافة إلى فاقد مالي تحتاجه الأسرة أشد احتياج.

ومن الإحصائيات التي تمت سنة 1986 أن كمية التبغ التي تستهلك في مصر كانت 51 ألف طن كل عام!!  وهي تعني 51 بليون سيجارة!!!

هذه المبالغ هي في الواقع تحترق في النار بأيدينا تحت بند الكيف والمزاج والعادة البطالين!!  إن وجود جيل غير مدخن سيوفر للدولة ملايين الدولارات التي تُنفَق على استيراد التبغ الضار جدًا والمدر فعلًاَ لصحة الملايين كبارًا وصغارًا.



ثانيًا: في الوقت:

ويقول الأستاذ مصطفى أمين: "منذ أن امتنعت عن التدخين اكتشفت أن ساعات اليوم زادت وأصبحت 26 ساعة!!  فقد كنت أضيع ساعتين يوميًا من عمري في إشعال السجائر التي كنت أدخنها".  ويقول الأستاذ علي منصور المحامي: "كان عدد السجائر التي أدخنها في اليوم يتجاوز 160 سيجارة.  فإذا افترضنا أن كل سيجارة تستغرق خمس دقائق فقط، كان معنى ذلك أن من بين 1440 دقيقة في الـ24 ساعة كنت امضي 750 دقيقة منها مع السجائر!".  وقد قيل أن الوقت من ذهب إذا لم تقتطعه قطعك!  والإنسان المسيحي يسعى نحو الأمانة في كل دقيقة من دقائق عمره كمن سيعطي حسابًا أمام الله عن كل ثانية استخدمها استخدامًا خاطئًا ضارًا بنفسه وبالآخرين.



ثالثًا: في الإنتاج:

لقد أثبتت الدراسات أن إنتاج غير المدخنين في العمل يزيد 40% عن أقرانهم من المدخنين.  إن عبارة ممنوع التدخين ينبغي أن تتحول إلى محظور التدخين تمامًا، وفي كل مكان لا بُدّ أن تختفي طفاية السجاير من على المناضد!!


لكن..  لماذا يدخنون؟!

1- إنهم يدخنون في الحداثة لمجرد تقليد الكبار، أو لإيهام أنفسهم بأنهم صاروا كبار..  هؤلاء شباب سوي يقع إما فريسة أصدقاء سوء، أو ينزلق بحسن نية تحت بند التهريج، أو لمحاولة الاستكشاف، أو العمل في وقت الصيف بمخالطة العمل المدخنين..

هؤلاء يسهل إقلاعهم عن التدخين، وتوبتهم عما أخطأوا فيه في حق الله وأنفسهم والناس، يحتاجون إلى اقتناع بأخطار التدخين وبشاعة ما يسببه سمومه في الانتحار البطيء لنفسه وإيذاء من حوله.  كما يحتاجون إلى قبول التحدي مهما كانت النتائج المترتبة على الإقلاع بعزم وإرادة حرة غير مستعبدة وبمعونة الله في الصلاة يتجاوز كل ما يعترضه ليحقق نجاته وتوبته..

قد يساعدهم أن يغيروا عاداتهم، ويعلنوا عن إقلاعهم، ويحاولون كل يوم معاونة آخرين على الإقلاع..  ويحسن أن ينضموا إلى العمل الكنسي أيًّا كان نوعه ليقدمون من خلاله محبة وتعب لأجل الآخرين، فيجدون البيئة الاجتماعية الصالحة والمساعدة.



2- إنهم يدخنون محاولة لتقليل التوتر تحت وهم أن السجائر تريح وتهدئ في لحظات الغضب والاكتئاب والخوف والخجل والضجر أو عند التعرض للضغوط..  هؤلاء يعانون من الاعتماد الدائم على الغير والهروب من مواجهة الواقع والأحداث.  يتطلعون إلى تصرفات تشد إليهم الأنظار العطوفة أو المعجبة..  وظروفهم الاجتماعية تعامي من فشل أسري أو عملي في ظله لم يجدوا الفرصة أن ينموا شخصياتهم واكتفوا في مواجهة الواقع بالأحلام.

هؤلاء يفيدهم جدًا أن تقدم لهم البدائل دائمًا..  بتدريبهم على الأسلوب الأمثل لمواجهة المواقف والمشاكل التي تؤدي إلى تفاهم المشاعر السيئة التي تدفعهم للتدخين.  يناسبهم الأعمال المتدرجة التي يثبتون فيها نجاحات مرحلية تشجعهم على ترك عادة التدخين بسبب التوتر..  كما يحسن توعيتهم بأن الراحة التي ينشدونها لا تأتي من إتلاف أجسادهم واستعباد إرادتهم وضياع أموالهم..!  فإن هذه ستزيد توترهم ولا تخففه!



3- انهم يدخنون كنوع من رد الفعل تجاه البيئة العائلية المتسمة بالعنف..  فيتربون على العدوانية تجاه نفسه وتجاه غيره..  عاداتهم أغلبها سيء..  يسعون لفرض سيطرتهم على الغير بالمقاومة غير الصحيحة ويباهون وسط أقرانهم بأن يفرض نفسه على الغير!!

هؤلاء محتاجون لفريق معالج بعضه يهتم بإدخال المسيح في حياة الأسرة والكنيسة في ممارسات الأسرة واختبار الحياة التائبة باستمرار..  وبعضه الآخر لتقديم الحضن الدافئ المعبِّر عن أبوة الله المحتملة لكل ضعفات البشرية، وذلك في حب حقيقي لا ذرة مصلحة شخصية فيه..  حقيقي لا يعرف حدودًا في الوقت والمال والعطاء!



4- إنهم يدخنون لوقوعهم في فخ إعلانات الدعاية التي تتفنن على إنفاقها شركات السجائر.  متناسين أن شركات السجائر في الغرب تقترب من الإفلاس المؤكد، وأنها تصدِّر لدول العالم الثالث نشاطها..  ارفض أن تكون أنت أو سيارتك أو حائط بيتك أو مكتبك وسيلة من وسائل بث الدعاية البارعة لإسقاط الغلابة في شراك السجائر القاتلة!



5- إنهم يدخنون تحت ظروف المصروف الكبير مع انعدام التوجيه الأسري في كيفية إنفاق النقود.  ومن الإحصائيات التي تمت أن أكثر من 60% من المدخنين يدخنون بعلم الوالدين.  وهناك نسبة كبيرة من المدخنين بدأوا التدخين لوجود أحد أفراد الأسرة يدخن!  إن المسئولية الوالدية تجاه الأحداث تقتضي القدرة السلوكية..  والإنسان المسيحي يهتم بأن يرى فيه أفراد أسرته نموذجًا للإنسان الذي يشبعه الله في باطنه كأنه في جنة لا يحتاج معها إلى هذه السلوكيات القاتلة!

 St-Takla.org                     Divider

يمكنك الإقلاع عن التدخين خلال 5 أيام فقط!

 بالله أولًا:

آمن بالله أولًا.  الله الذي خلقك للخير وخلق الخير لأجلك ولأجل سعادة البشرية.  الله الذي يقدر على كل شيء.  يقدر على منح ما لا يستطيع بشر.  يقدر أن يعين الضعيف ويثبت الراغب ويلهب المشتاق.  يقدر أن يغير عاداتك كلها لتكون عادات تتفق مع بنوتك له.  يقدر أن يعطي طبيعة جديدة مهما تكن الطباع مطبقة على عادات الإنسان وسلوكياته..  الله الذي اسمه "عمانوئيل" أي "الله معنا" ومعنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر كوعده (متى 23:1؛ 20:28). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) معك أيام أن تقرر الإقلاع تمامًا، وأيام المعاناة في سبيل الإقلاع، وما بعد الإقلاع ولآخر يوم في حياتك.  يسند الإرادة بعزيمة متجددة دائمًا نحو السعي لرضاه وطلب طاعة وصاياه.  "يعطي المعي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة" (إشعياء 29:40).  وكما يقول الأخوة المسلمون في الدعاء: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا".  الله الذي يريدك راجعًا صادقًا من هذا الطريق المهلك لأنه "لا يستطيع أن يُخَلِّصَك بدونك" كقول القديس أغسطينوس.



ثم بنفسك مع الله ثانيًا

فلابد أن تقرر أنت..  ولابد أن تختار أنت..  وسعادتك تكون حقًا حينما تكتشف أنك بمفردك صفرًا، ولكن عندما يقف الله معك يحولك إلى شيء كبير بقدر اتضاعك وشعورك بضعفك وإعلانك لعجزك بدون استضعاف.  فالوعد الإلهي صادق أن "الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية.  أنا الرب في وقته أسرع به" (أشعياء 22:60).  أنت مع الله تكتشف قوة فولاذية في داخلك لم تكن تعرفها من قبل، وقدرة سلوكية جبارة في ظاهرك لم تتعود عليها من قبل..  أنت مع الله تستطيع كل شيء في الوجود كخبرة مار بولس "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فيلبى 13:4).  أنت مع الله الآن وكل أوان..  فاحن ركبتيك عنده الآن وقل له: "أعترف بضعفي يا قوي..  فخلصني ممن استقوى عليَّ بإرادتي".  صلِّ فإنك في الصلاة تختبر قوة التسليم لله وقوة السند الإلهي..  فغير المستطاع عند الناس مُستطاع عند الله.



ثم بأفكار علاجية للمختبرين

لقد اختبر قبلك كثيرين مرارة هذه العادة السيئة وساروا مع الله واختبروا إمكانات هائلة من معطيات العلم الإنساني للإقلاع التام.  حاول أن تأخذ منها ما يعاونك، وحاول أن تبتكر الجديد لكي بواسطتك يزيد عطاء الخبرة الناجحة للأجيال في الإقلاع التام.



أولًا: بالتدريج:

مع تسليمنا بالقدرة الإلهية في الإقلاع التام والنهائي الذي اختبره كثيرون ممن صاروا في المسيح خليقة جديدة..  إلا أن هناك نوعيات يحدث بها الانسحاب المفاجئ للنيكوتين أضرار جسدية..  لمثل هؤلاء نقول أولًا بالتدريج خلال 45 يومًا (شهر ونصف) تقريبًا يمكنك إتباع هذه الروشتة:

1- دخن عدد أقل من السجائر يوميًا.

2- دخن جزء أقل من كل سيجارة من هذا العدد الأقل.

3- خذ عدد أقل من الأنفاس من كل جزء تدخنه من السيجارة يوميًا.

4- لا تبتلع الدخان، وقلل من عمق التدخين.

5- اختر صنفًا من السجائر يحتوي على كمية أقل من النيكوتين.هذا المقال من موقع كنيسه الانبا تكلا



ثانيًا: 10 أفكار تؤخذ معًا:



1- مياه من الخارج Water on the outside:

خذ حمام دافئ مرتين أو ثلاث مرات يوميًا لمدة 15-20 دقيقة..  ثم استرخي.  وإذا أحسست أنك لا تستطيع التوقف عن التدخين، اقفز مرة أخرى تحت الدش.  وقل لنفسك "دخن الآن تحت الدش"!!  وهذا غير ممكن طبعًا..

يمكنك أن تضيف التدليك بواسطة قفاز بارد.  فمن المعروف في ميدان الطب الاعتباري أنه رياضة للأوعية الدموية إذ ينشطها ويمنح استرخاء الأعصاب.  ولتنفيذ ذلك:

1- استيقظ مبكرًا بضع دقائق عن المعتاد.

2- املأ وعاء بمياه فاترة أو باردة (وإن توفر بانيو فاملأه).

3- اغمس فوطة أو قطعة قماش في المياه ثم اعصرها جيدًا دون أن يتساقط منها ولا قطرة ماء واحدة.

4- دلك ذراعك بشدة بواسطة هذه الفوطة حتى يتورد لونه.  استمر في التدليك حتى يظهر هذا اللون الوردي مما يدل على زيادة توارد الدم.  قد تحتاج لفترة من التدليك حتى يظهر هذا اللون فاستمر.

وفي الصباح التالي كرر عملية التدليك حتى تسبب عادة إمكانية تمدد الأوعية الدموية أكثر وتوسعها.

استخدم بالتدريج والزيادة كمل صباح ماءً أكثر برودة لكي تحصل على نتائج أقوى وأسرع.

لا تحاول في اليوم الأول أن تغطي التدليك للجسم كله بالقفاز البارد، بل ابدأ بذراع واحدة.  وفي اليوم التالي أضف الذراع الثانية..  وفي اليوم الثالث أضف الصدر وفي اليوم الرابع أضف الأرجل بالإضافة إلى الأذرع والصدر..  وهكذا يمكن تغطية كافة الجسم كله بالتدليك في اليوم الخامس..  ومعه سوف تشعر باليقظة والانتعاش دون رغبة ملحة في سيجارة.



2- مياه من الداخل Water on the inside:

اشرب من 6-8 أكواب ماء بين الوجبات.  من الأفضل تسجيل العدد يوميًا.  إذ كلما زادت نسبة السوائل أو المياه كلما كان أسرع في ترويق جسمك من النيكوتين اعتماد على نظرية الانتشار الاسموزي.

لا تشرب أي نوع من أنواع الكحولات (بيرة أو خمر).

والماء لا يعتبر عاملًا حيويًا للتخلص من النيكوتين في جسمك فحسب، بل إنه من أجل المحافظة على استمرار كافة الوظائف الرئيسية في الجسم في المخ، واستمرار الجهاز العصبي في عمله بمرونة.

وللأيام الخمسة الأولى نقترح أن تشرب كوب ماء أو اثنين من الماء الدافئ.  في البداية قد تضطر إلى أن تجبر نفسك بأي وسيلة حتى تتعود معدتك على هذا.  لكن ابدأ دائمًا بتكوين عادة شرب المياه بمجرد الاستيقاظ من النوم.  ثم اشرب عدد 2 كوب مياه بين الإفطار والظهر، ثم عدد 2 كوب أثناء بعد الظهر.  وهكذا تكون قد شربت 6 أكواب ماء.

ومع هذه الأكواب الست من الماء يوميًا أضف عصير الفواكه الطبيعي غير المعلب.  الفواكه الطازجة مع المياه تساعدك في الأيام الأولى على عدم الحنين السريع إلى التدخين مرة أخرى.



3- أهمية التنظيم:

لابد من الحصول على راحة مناسبة خلال هذه الأيام الخمسة الأولى.

حاول أن تنظم وقت الوجبات، وقت النوم تذهب فيه للسرير (8 ساعات نوم لا تضرك ولا تؤذيك).  ابعد عن السهرات خلال هذه الأيام الخمسة الأولى، فأنت محتاج إلى اختزان طاقة لهدوء أعصابك.

حاول أن تنام مبكرًا عن العادة.  فالإرهاق والإجهاد هما أول عدو لقوة إرادتك.  فكثير من الناس لقلة النوم وللإجهاد الناشئ عن السهر يستيقظون مع الرغبة الملحة في طلب سيجاره.

وأيا كان نوع الإرهاق (الإجهاد أو التعب) فإنه ينتج من نقص في الراحة أو زيادة في العمل.  لذلك نقترح خلال الأيام الخمسة الأولى لإقلاعك أن تخطط لنفسك برنامج راحة ونوم كافٍ في الليل.



4- لا جلوس بعد الوجبات:

بعد الوجبات اخرج للتمشية وتنفس بعمق لمدة 15-30 دقيقة.  لا تجلس أبدًا بعد الطعام.  فإن هذا هو الوقت الذي ترغب فيه أكثر للتدخين.  اخرج مسرعًا للخارج.  قبلًا قد تعودت أن تتناول طعام الغذاء ثم تستلقي أو تنزل قدميك على مقعدك المفضل مع السيجارة والجريدة و..  في هذه الأيام الخمسة الأولى كرسيك المفضل أصبح أسوأ مصيدة لك!  وقد تجد رائحة الدخان تنبعث منه أو من الستائر المجاورة أو الكنبة أو السجاد..  وقد تكون هنا مصيدة أو حنين للتدخين.

لذلك عقب تناول طعامك انهض مسرعًا لأي هواية مفضلة لديك أو أي عمل تحبه أو اخرج للتمشية..  من الممكن أن تسرع إلى زوجتك لتساعدها في غسل الأطباق..  وأينما ذهبت أو وجدت لا تجلس مطلقًا بعد الطعام.  بعد كل وجبة السير (التمشية) قانون هام جدًا لك.

وهناك سبب آخر: فمن المعروف أن خلايا المخ تحتاج 5 أضعاف كمية الأوكسجين التي تحتاجها أي خلايا أخرى في الجسم.  ومعروف أن التدريب على قوة الإرادة يحتاج إلى مخ يقِظ غير معوق بقلة كمية الأوكسجين الواردة إليه.  والأبحاث الطبية تشير إلى أن المساحات الأمامية من المخ تعتبر عادة الأولى في تأثيرها بقلة نسبة أو كمية الأوكسجين، وهي المسئولة عن الوظائف الرئيسية للتحكم والضبط وقوة الإرادة والرغبة.

فإن كان في أثناء الأيام الخمسة الأولى إرادة قوية ضابطة مع أعصاب هادئة، وهما يحتاجان أن تخصص لهما وقتًا طويلًا للحصول على كمية زائدة من الأكسجين خاصة بعد الوجبات.



5- اهتم بما تشرب:

لا تشرب أي نوع من الكحولات، والمنبهات مثل: الشاي، القهوة، الكولا، مع تجنب المسكنات والمهدئات لكي تبني أعصاب هادئة.

مشروب اللبن، مع مشروب الحلبة، أو مشروب البليلة (القمح المغلي في الماء)، من المشروبات النافعة جدًا خلال الأيام الخمسة الأولى.

احذر من الصداقة والزمالة والأيام القديمة أن تفتر عزيمتك الجادة في تناول مشروب لا يخدم قوة إرادتك.



6- اهتم بما تأكل:

المدخنون أطعمتهم تحتوي على كمية من البهارات والتوابل الحريفة، كما تجدهم غالبًا يأكلون اللحوم والصلصات والمأكولات المحمرة والدسمة.  والمعروف علميًا أن التدخين يؤثر على حاسة التذوق لدرجة الإماتة!  وهم لذلك يحتاجون إلى جرعات أكبر من التوابل ذات النكهة والطعم اللاذعين لكي تخترق خلالها حاسة التذوق المائتة فيه.  لذلك ننصح خلال الفترة الأولى أن تتجنب تناول أي نوع من التوابل أو المسطردة mustard أو الفلفل الأسود أو الحريف ويا حبذا لو صار ذلك عندك عادة دائمة.

ومن المناسب تحضير الأطعمة خلال الأيام الأولى من الإقلاع عن التدخين في صورة بسيطة جدًا.

ولقد اكتشف بعض المختبرين أن تناول قطعة واحدة من اللحم البقري كافية وحدها لأن تثير الرغبة في التدخين.  كما تزداد هذه الرغبة بسبب مادة البيورين purine في اللحم.  إذ ينتج من تكسير كمية البروتين العالية في اللحم زيادة امتصاص الأمونيا التي تهيج الجهاز العصبي.  لذلك ينصح باستعمال السمك بدلًا من اللحم.

بالإضافة إلى ذلك فإن تناول الفاكهة الطازجة بعد الطعام أفضل كثيرًا من تناول الفطائر والحلويات الغنية بكميات من السكر.  لأن السكر النقي لا يحتوي على أي نوع من الكالسيوم أو الفوسفور أو فيتامين B1 اللازم لاحتراق السكر في الدم.  وعند تناول أي كمية زائدة من السكر المكرر pure sugar فإن الأعصاب تصبح في حالة قلق قابلة للإثارة irritable.  لذلك فخلال الخمسة أيام الأولى وأنت تقاوم الرغبة في التدخين استغنى نهائيًا عن الفطائر والحلويات بأنواعها لإعطاء جهازك العصبي أفضل فرصة لمقاومة أي ضغط من الخارج.



7- لا تخشى من زيادة الوزن:

إن  الإقلاع عن التدخين هو الهدف الأول والرئيسي لهذه الأيام.  لذلك لا تخشى من زيادة وزنك بسبب الإقلاع عن التدخين، فلذلك سوف يزيد بالطبع شهيتك.  لكن إذا كانت إرادتك في المسيح قد اختارت بقوة عدم التدخين، فإن تلك الإرادة عينها قادرة على الحفاظ على الوزن بلا زيادة.

فتناول الخضروات الطازجة يكون في بداية الوجبات (لاسيما الخس أو الجرجير أو الكرفس) وتناول الفواكه الطازجة يكون عقب الوجبات.  واستخدامها لا يكون بين الوجبات.  بين الوجبات يمكنك استخدام الخيار الطازج أو أقراص النعناع بلا سكر.  واجعل وجباتك في اليوم ثلاث لا اثنين.  واجعل أخف وجبة هي وجبة المساء.  ولا تستخدم الملح والمملحات على الطعام أبدًا، يكفي الملح (كلوريد الصوديوم) الموجود أثناء إعداد الطعام.  لأن تناولها يساعد على تخزين الدهون لا استخدامها.

ومع ذلك فإن تخلصك من الأطعمة المحمرة (فطاري أو صيامي) مع تقليل حصة الطعام في هذه الأيام الحرجة إلى الثلث يساعدانك على الحفاظ على وزنك بلا زيادة.



8- فيتامينات مساعدة:

فأنت تحاول التخلص من النيكوتين الزائد في جسمك وتطرده فإن فيتامين ب المركب B complex هو الفيتامين المساعد لتقوية الأعصاب.  لذلك فإن تناول ملعقة أو ملعقتين من حبوب القمح في أي صورة (مثل خميرة بيرة مثلًا) يعتبر إمداد للجسم بأهم مصدر لفيتامين B.  يمكنك إضافة ملعقة خميرة بيرة في كوب عصير الطماطم ولا تشمها بل اشربها سريعًا.  أو يمكنك استشارة أخ طبيب في الجرعة الملائمة لك كم كبسولة فيتامين ب1 B1 في هذا الوقت بالذات.  ولكن الأفضل تناولها في الألبان لاسيما الزبادي والخضروات الطازجة خلال الوجبات.

إن انسحاب النيكوتين من الجسم يحتاج إلى تقوية الأعصاب بفيتامين ب المركب بأي صورة.



9- استخدام الدواء إذا تعرضت للفشل:

إذا كنا قد نصحناك بعدم تعاطي مهدئات في رقم 5، فإننا نقول لك إذا تعب أو اشتكى جهازك العصبي بعد الثمان أفكار السابقة ، يمكنك الاتصال بأخ طبيب غير مدخن ليقترح لك بعض الأدوية لاستخدامها لمدة يوم أو أكثر بشرط عدم التعود عليها أو الرجوع إليها بعد الخمسة أيام الأولى.  لا تتناول أي دواء بدون مشورة طبيب.



10- أخيرًا، وسع الدائرة:

إذ تلمس الفائدة الحقيقية من وراء إقلاعك عن التدخين، اعمل بكل قوتك على إقناع غيرك بعدم التدخين، وقدم له ما يساعده على ذلك بما اختبرت أنت.  فالتجمع مع آخرين ممن نجحوا في الإقلاع عن التدخين يوسع الدائرة التي اختبرت فائدتها لتشمل مساكين آخرين ممن لا يزالون تحت سيطرة التدخين القاتل والمدمر.  با حبذا لو وضعت لافتات تطالب فيها من الآخرين عدم التدخين بلباقة تلزم قارئها على طفي سيجارته.  إنني يا أخي منتظرك في الكنيسة لتقوم بأي عمل تعاون فيه غيرك على ذلك، وأود لو تعاونني بأي وسائل جديدة أو أفكار جديدة نستطيع تقديمها سويًا لأخوتنا المدخنين.  أرسِل أفكارك لموقع الأنبا تكلا وسنضيف أفكارك إلى هذه الصفحة..  الرب معك، مبروك قرارك وإرادتك ونجاحك.

الاسمبريد إلكترونيرسالة